[١٩/ ٨١ - ٢١]، ثم إنّ الإنسان مكرّم أن يختار طريق الهداية إن لم تفسد فطرته:
﴿إِنْ هُوَ إِلاّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ﴾ [٢٧/ ٨١]، ومع أن طريق الاستقامة والهداية متاح لذوي الفطرة السليمة بلا إكراه، فإنّ كل شيء متعلق بعلم الله الأزلي المسبق، فيما هو كائن وما سيكون: ﴿وَما تَشاؤُنَ إِلاّ أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ﴾ [٢٩/ ٨١].
[النظم في السورة]
﷽
تبدأ السورة بوصف القيامة بصورة رمزية، والوصف من قبيل قوله تعالى:
وتهمل النوق الحوامل فيذرها أصحابها لمصيرها: ﴿وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ﴾ (٤) كناية عن إهمال الناس يومئذ لأعز ممتلكاتهم، لأن العرب كانت تعتبر النوق الحوامل من أملاكها النفيسة،
وتحشر الوحوش فيقتصّ لها من ظلم بني آدم: ﴿وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ﴾ (٥)
وتغيض مياه البحار وتتفجر نيران البراكين من قاعها: ﴿وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ﴾ (٦)
وتقرن النفوس بأعمالها فتحاسب عليها، فلا يستطيع أحد الفكاك من مسؤوليته: ﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (٧)﴾