للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة إبراهيم - ١٤ - مكية]

مقدّمة

من أواخر السور المكية، واسمها مشتق من دعاء إبراهيم المذكور في الآيات ٣٥ - ٤١، وليس معنى ذلك أن السورة تختص بقصة إبراهيم ، لأن العنوان هو مجرد اسم لتعريف السورة، أي السورة التي يذكر فيها إبراهيم.

[ارتباط السورة بما قبلها]

بعد أن بينت سورة الرعد المتقدمة جوانبا من أوصاف القرآن: ﴿وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَفْرَحُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الْأَحْزابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ﴾ (٣٦/ ١٣)، وقوله تعالى: ﴿يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ﴾ (٣٩/ ١٣)، وقوله تعالى: ﴿كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ﴾ (٤٣/ ١٣)، تبدأ سورة إبراهيم بالإشارة للكتاب بقوله تعالى: ﴿الر كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾ (١/ ١٤)،

[محور السورة]

تضرب السورة مثلا بكفر اليهود برسالة موسى، وكفر أقوام نوح وعاد وثمود وغيرهم، ثم تخلص إلى النتيجة أن أعمال الكفار تحبط وتذهب هباء يوم الحساب: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اِشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمّا كَسَبُوا عَلى شَيْءٍ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ﴾ (١٨)، وأن الشيطان لم يكن له من سلطان على الناس سوى الغواية، فالذين استحقوا

<<  <  ج: ص:  >  >>