للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ﴾ وكلمة ﴿الرَّسُولُ﴾ في الآية دالّة على الرسل بشكل عام، لأنّ الإشارة قبلها إلى ﴿مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ﴾.

﴿يَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ قُلْ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾ (٢١٥)

٢١٥ - ﴿يَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ﴾ استمرار الخطاب، لأن الإنفاق من جملة التضحيات المطلوبة لدخول الجنة ﴿قُلْ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ﴾ السؤال عن بيان ما ينفقون؟ وأجيبوا ببيان جهة الإنفاق للتأكيد على الأولوية في الإنفاق، ولأنّ النفقة لا يعتدّ بها إلاّ أن تكون في جهة الاستحقاق، أخرج النسائي وأحمد عن النبي أنه قال: «يد المعطي العليا، وابدأ بمن تعول، أمّك وأباك وأختك وأخاك، ثمّ أدناك أدناك»، ثم تبيّن الآية (٢١٩) أن الإنفاق يكون بما يزيد عن الحاجة، بما لا يرهق المرء إذا تصدّق به ﴿وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾ فيثيبكم عليه، وهو عليم بنواياكم في الإنفاق، إن كان عن إيمان ويقين، أو كمن ينفق ماله رياء الناس الآية (٢٦٤).

﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾ (٢١٦)

٢١٦ - استمرار الخطاب في التضحيات: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ﴾ روى مسلم وغيره عن أبي هريرة أن النبي قال: «من مات ولم يغز، ولم يحدّث نفسه بغزو، مات على شعبة من نفاق»، ﴿وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾ لقصور عقل الإنسان عن الإحاطة بكل شيء، من جهة، وكمال علمه تعالى من جهة ثانية، وهو سبحانه أعلم بالعواقب.

<<  <  ج: ص:  >  >>