«سوف أبعث لهم - أي لقومك - نبيّا من وسط إخوتهم - أي من بني إسماعيل -، مثلك، وأضع كلامي - أي كلام الوحي - في فمه وسوف يكلمهم بكل ما آمره، وسوف يكون أن من لا يستجيب لكلامي - أي القرآن - الذي سوف يقوله باسمي فسوف أحمّله عاقبة عمله»(سفر التثنية ١٨/ ١٨ - ١٩)، والنبواءات عن قدوم النبي الأحمد كثيرة في كتبهم، انظر كتاب البروفسور عبد الأحد داوود «محمد في الكتاب المقدس عند اليهود والنصارى».
﴿قالَ أَأَقْرَرْتُمْ﴾ أي قال كل نبي لأمّته أأقررتم، وقد أضاف تعالى طلب الإقرار إلى ذاته العلية - كما في أخذ الميثاق - وإن كان وقع من الأنبياء ﴿وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي﴾ أي قبلتم عهدي ﴿قالُوا أَقْرَرْنا قالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشّاهِدِينَ﴾ أي فليشهد بعضكم على بعض، وأنا معكم شهيد.
٨٣ - ﴿أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ﴾ بعد أن بيّن تعالى في الآية السابقة أن من واجب الأمم الإيمان بالنبيّ ﷺ، أتبع في هذه الآية استفهاما على سبيل الإنكار، بمعنى أنّ كل من لم يتّبع النبي يكون على غير دين الله، ومغزى ذلك واضح لأن الوحي الإلهي بمجمله اكتمل وختم بالبعثة الإسلامية ﴿وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ﴾ انقاد لله مستسلما مذعنا ﴿طَوْعاً وَكَرْهاً﴾ لأنّ الجميع خاضع للسنن الكونية التي لا يمكن الانفلات منها، بمن فيهم الكفار ينقادون خاضعين للموت وللمرض وللقضاء والقدر مما لا يستطيعون دفعه ﴿وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ﴾ فيحاسبهم تعالى بأعمالهم.