﴿بل يتوهّم أن ليس هنالك من مسؤولية وحساب في نهاية المطاف:
﴿أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ﴾ (٧)
إذ عمي عن الحقيقة الواضحة في آيات الخلق حوله ولم يستعن بالله في طلب الهداية: ﴿أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِساناً وَشَفَتَيْنِ﴾ (٨ - ٩)
بل فضّل الهوى على العقل مع أن الله تعالى بيّن له الصواب من الخطأ:
﴿وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ﴾ (١٠)
فكان حريّا به تحمل التضحيات للوصول إلى الطريق السويّ: ﴿فَلا اِقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ﴾ (١١ - ١٢)
كالعمل على تحرير الآخرين من العبودية ومن التسلّط ومن الاستغلال الاقتصادي والاجتماعي: ﴿فَكُّ رَقَبَةٍ﴾ (١٣)
ومكافحة المجاعة بإطعام اليتيم القريب أو المسكين الذي التصق بالتراب لشدة جوعه: ﴿أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ﴾ (١٤ - ١٦)
وأن يجمع العمل الصالح إلى الإيمان والصبر على الشدائد ورحمة الآخرين والتواصي بها: ﴿ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ﴾ (١٧)
حتى تكون عاقبته في الآخرة خيرا: ﴿أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ﴾ (١٨)
أما المصرّون على الكفر فتذهب أعمالهم هباء: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ * عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ﴾ (١٩ - ٢٠)، والميمنة والمشأمة أي اليمين والشمال، من اليمن والشؤم، وأصحاب الميمنة الميامين على أنفسهم، كما أصحاب المشأمة المشائيم عليها.