للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿وأن المصممين على الكفر سيجدون في هذا العدد فرصة لبثّ الشبهات:

﴿وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النّارِ إِلاّ مَلائِكَةً وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلاّ فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا﴾ أما الذين أوتوا علم الكتاب فيكون ذلك سببا لزيادة إيمانهم وعدم ريبتهم:

﴿لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَيَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً وَلا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ بعكس ضعاف الإيمان والمصمّمين على الكفر الذين يثيرون الشبهات على المثل الذي أوردته الآية السابقة في عدّة أصحاب النار:

﴿وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكافِرُونَ ماذا أَرادَ اللهُ بِهذا مَثَلاً﴾ وأنه بمثل هذه الآيات المتشابهات يضلّ من فسدت فطرته ويهتدي من يهتدي، لأن الآية تشير إلى سقر بصورة رمزية فهي من أمور الغيب وخارج إدراك البشر:

﴿كَذلِكَ يُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاّ هُوَ﴾ وما هذه الآيات سوى ذكرى للبشر: ﴿وَما هِيَ إِلاّ ذِكْرى لِلْبَشَرِ﴾ (٣١)

وكما القمر يدور في فلكه، وكما يتتابع الليل والنهار، وفق السنن الكونية:

﴿كَلاّ وَالْقَمَرِ * وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ * وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ﴾ (٣٢ - ٣٤)

فكذلك الإنذار بسقر من عظائم الأمور لمن شاء اختيار طريق الهداية من طريق الضلال: ﴿إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ * نَذِيراً لِلْبَشَرِ * لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ﴾ (٣٥ - ٣٧)

فتصبح كل نفس مرتهنة بعملها، والعقاب نتيجة لازمة للعمل السيء: ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ﴾ (٣٨)

عدا المتقين المرموز لهم بأصحاب اليمين: ﴿إِلاّ أَصْحابَ الْيَمِينِ﴾ (٣٩)، والعرب تقول ميمون وأيمن تفاؤلا،

فأصحاب اليمين في نعيم الجنان يتعجبون من سلوك المجرمين ما أدّى بهم إلى الجحيم: ﴿فِي جَنّاتٍ يَتَساءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ﴾

<<  <  ج: ص:  >  >>