للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذ كرّمه تعالى بموهبة الفكر المجرّد واستيعاب المفاهيم وحرية الخيار ﴿أَسْتَكْبَرْتَ﴾ على من خلقت بهذه المواهب التي انفرد بها بنو البشر ﴿أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ﴾ أم تظنّ نفسك من ذوي الدرجات العلا؟

﴿قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ﴾ (٧٦)

٧٦ - ﴿قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ﴾ من عنصر غير مادي ﴿وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ﴾ من مادة التراب والماء، وهكذا غفل إبليس عن فوقية البشر بما حباهم تعالى من المواهب المذكورة آنفا، بغض النظر عن خلق الإنسان من طين.

﴿قالَ فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ﴾ (٧٧)

٧٧ - ﴿قالَ فَاخْرُجْ مِنْها﴾ من منزلتك الملائكية التي كنت فيها ﴿فَإِنَّكَ رَجِيمٌ﴾ مطرود من كل خير وكرامة، فالرجم كناية عن الطرد لأن المطرود يرجم بالحجارة.

﴿وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلى يَوْمِ الدِّينِ﴾ (٧٨)

٧٨ - ﴿وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي﴾ حرماني إياك من رحمتي ﴿إِلى يَوْمِ الدِّينِ﴾ إلى يوم الحساب حيث توفّى الجزاء كاملا.

﴿قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ (٧٩)

٧٩ - ﴿قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي﴾ أي أمهلني، لأنّ الإنظار الإمهال ﴿إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ مغزى الإنظار تمكين إبليس القيام بدوره في إغواء من يستطيع إغواءه من البشر حتى قيام الساعة، والنتيجة أن يكابد الإنسان عناصر الشر الدنيوية.

﴿قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ﴾ (٨٠)

٨٠ - ﴿قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ﴾ من الذين تمّ إمهالهم.

﴿إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (٨١)

<<  <  ج: ص:  >  >>