للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللهَ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَقُولُوا لِلنّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاّ قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ﴾ (٨٣)

٨٣ - ﴿وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللهَ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ﴾ بعد أن بيّنت الآيات (٧٤ - ٨١) عناد بني إسرائيل وقسوة قلوبهم وجهلهم وغرورهم، تذكّرهم هذه الآية أن طريق التقوى قد بيّنت لهم بتشريعات سلوكية وأخلاقية يجب أن يلتزموا بها ﴿وَقُولُوا لِلنّاسِ حُسْناً﴾ عاملوا الناس معاملة حسنة، ولا تعاملوهم معاملة دونيّة، ولا تزعموا أنهم أغيار، ولا يكون هنالك ازدواجية في مقاييسكم ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ﴾ التزموا بالعبادات والصدقات ﴿ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ﴾ فلم تعملوا بشيء من ذلك ﴿إِلاّ قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ﴾ انصرفتم عن دعوة الحق متعمّدين غير مكترثين ولا عازمين على التوبة، إلاّ قلّة منهم.

ويلاحظ ترتيب الطاعات في الآية، بعد عبادته وحده سبحانه: الإحسان وحسن المعاملة بالفعل والقول، مع الوالدين وذي القربى واليتامى والمساكين، خاصة، والناس عامة، ثم الصلاة والزكاة.

﴿وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ﴾ (٨٤)

٨٤ - قبل هجرة النبي إلى المدينة كانت قبائل اليهود في منطقة المدينة متحالفة بعضها مع الأوس وبعضها الآخر مع الخزرج، فعندما تنشب الحروب بينهما كانت كلّ من قبائل اليهود تقاتل إلى جانب حلفائها مما سبّب أن يقتل اليهود بعضهم بعضا نتيجة تحالفهم مع قبائل وثنية متنازعة وفي ذلك خرق للميثاق المذكور في كتبهم، والمشار إليه بقوله تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ﴾ يلاحظ أن الخطاب

<<  <  ج: ص:  >  >>