للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يمهلهم للتوبة ولا يبادرهم بالعقوبة، فتكون النتيجة أن يبتهجوا بالنجاح المؤقت لأحابيلهم ويزدادوا نفاقا إذ يعتقدون أن بامكانهم التوفيق بين الخطأ والصواب، والحصول على المنافع من الجانبين ﴿وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ﴾ أي بسبب تكذيبهم الرسالة، فالعذاب نتيجة مترتبة على التكذيب، ولازمة له.

﴿وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ﴾ (١١)

١١ - ﴿وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ﴾ أي لا تفسدوا في الأرض بإنكار الوحي ومعارضة الشريعة، لأن إنكار الوحي وعدم العمل به يؤدي إلى الفساد والإفساد ﴿قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ﴾ يتوهّمون أنّ لديهم مهمة جديرة يؤدونها، أو يتوهمون أنهم يتوصلون إلى الحقيقة والسلوك الصحيح بمعزل عن تعاليم الرسالة الإسلامية، وأن عقولهم في غنى عنها مع أن مفهوم الحق والباطل ملتبس عليهم.

﴿أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ﴾ (١٢)

١٢ - ﴿أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ﴾ لأنهم يرفضون تنظيم الحياة العملية على أسس الإسلام، بل يحاولون استنباط الأنظمة والأفكار الوضعية فيساهمون في التخبط الأخلاقي والاجتماعي في المجتمع ﴿وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ﴾ إذ يحسبون أنّهم يحسنون صنعا.

﴿وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النّاسُ قالُوا أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ﴾ (١٣)

١٣ - ﴿وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النّاسُ﴾ أي كونوا مسلمين بصدق وإخلاص مثل الناس المخلصين في مجتمع المسلمين ﴿قالُوا أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ﴾ لأنهم يعتقدون أنّ من يؤمن ويدخل الإسلام بصدق ويعيش حياة مستقيمة ويرجو الآخرة، يعتبر سفيها، أي ضعيف العقل، وهم ينظرون إلى ضعاف الناس الذين سبقوهم إلى الإيمان نظرة دونيّة، أما الوجهاء منهم فيعتبرون

<<  <  ج: ص:  >  >>