للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآخرة، الذي يدرك الجميع معانيه ويفقهون مغزاه: ﴿وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ﴾ (٨٨).

﴿ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ﴾ (١)

١ - ﴿ص﴾ الله أعلم بمراده، انظر شرح آية [البقرة ٢/ ١]، ﴿وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ﴾ المعنى: انظروا أيها الناس في هذا القرآن الذي فيه من التذكير بالفطرة السليمة، والتشريف والتكريم لبني آدم، انظر [الإسراء ٧٠/ ١٧] و [البقرة ٣١/ ٢]، وإنقاذه من هوان الشرك وعبادة الأوهام، ففي القرآن كل ما يحتاج الإنسان أن يتذكّر للتوصّل إلى الكرامة والسعادة.

﴿بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ﴾ (٢)

٢ - ﴿بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ﴾ ومع ذلك فالمصرّون على الكفر ينكرون القرآن وإمكانية الوحي الإلهي، لأن الإقرار بذلك يترتب عليه مسؤوليتهم تجاه الله سبحانه، مما يتعارض مع عزتهم الوهمية واستكبارهم واعتقادهم بالاكتفاء الذاتي ﴿وَشِقاقٍ﴾ فكأنهم جعلوا أنفسهم في شقّ، والهدي الإلهي في شقّ آخر، أي على طرفي نقيض.

﴿كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ﴾ (٣)

٣ - ﴿كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ﴾ من الأمم والحضارات البائدة التي أصرّت على الكفر فآل مصيرها الطبيعي إلى الانحطاط والزوال ﴿فَنادَوْا﴾ مستغيثين بعد فوات الأوان ﴿وَلاتَ حِينَ مَناصٍ﴾ استغاثتهم كانت بعد أن لم يكن لهم من نجاة، لأنّ المناص الملجأ والنجاة، و ﴿لاتَ﴾ بمعنى ليس، فيكون تقدير الخطاب: فنادوا حين لا مناص لهم.

﴿وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذّابٌ (٤)

<<  <  ج: ص:  >  >>