٣ - ﴿أَمْ يَقُولُونَ اِفْتَراهُ﴾ زعم كفار مكة أن النبي ﷺ أتى بالقرآن من عنده، وهذا الزعم ليس مقتصرا على كفار مكة، بل يعمّ الكفار في كل العصور ﴿بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ﴾ القرآن قول الله تعالى ﴿لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ﴾ لمضيّ فترة من الزمن لم تبعث فيها الرسل إلى العرب ﴿لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ﴾ لعلّ العرب، والناس من بعدهم، تهتدي بنزول القرآن عليهم.
٤ - ﴿اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيّامٍ﴾ في ستة حقب زمنية، وليس اليوم المشتمل على ٢٤ ساعة كما نعرفه، بل هو مطلق الزمن ﴿ثُمَّ اِسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ﴾ كناية عن مقدرته تعالى المطلقة في الخليقة، وحرف (ثمّ) ليس للتراخي الزمني، بل للبعد المعنوي، وقد يفيد معنى العطف، فالزمن في هذا المقام لا معنى له، وليست هنالك حالة ولا هيئة لم تكن لله ﷾ ثم كانت، فهوسبحانه منزّه عن الحدوث، وعن الزمان والمكان، انظر [الأعراف ٥٤/ ٧]، ﴿ما لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ﴾ الله وحده يتولّى أموركم وشؤونكم ﴿وَلا شَفِيعٍ﴾ وليس من يشفع لكم عنده، من شركائكم المزعومين ﴿أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ﴾ حقيقة التوحيد المغروسة في فطرتكم منذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذرّيتهم؟