١ - هذه آخر السور الستة:(يونس - هود - يوسف - الرعد - إبراهيم - الحجر) في الترتيب القرآني التي تفتتح بالحروف المقطعة: ﴿الر﴾ وهي في سورة الرعد بزيادة حرف الميم ﴿المر﴾، الله أعلم بمراده، أنظر شرح آية [البقرة ١/ ٢]، وشرح آية [يونس ١/ ١٠]،
﴿تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ﴾ أي الوحي الذي نزل على خاتم الأنبياء والرسل بختم الرسالات ﴿وَقُرْآنٍ مُبِينٍ﴾ أي وهو قرآن مبين، وكونه مبينا لأنه المعيار الواضح لبيان الحق من الباطل ما يجعل الكفار يودّون لو كانوا مسلمين كما سيرد في الآية التالية،
٢ - ﴿رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ﴾ بعض المصرّين على الكفر يودّون في قرارة نفوسهم لو كانوا مسلمين، لأنهم يدركون تمام الإدراك أصالة القرآن وبيانه الحق من الباطل بالآية السابقة -، وإنما يمنعهم من ذلك القيود الاجتماعية التي تكبّلهم، كما يمنعهم الخوف من فوات الزعامات والمراكز الاجتماعية والامتيازات التي يتمتعون بها، كما يمنعهم الاستكبار، ويحتمل المعنى أيضا أن لا بد من مجيء زمن على المصرّين على الكفر يندمون فيه ويودّون لو كانوا مسلمين في ما سبق من حياتهم الدنيوية، وقد يكون ذلك عند الموت أو قبله أو يوم القيامة.
٣ - ﴿ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا﴾ على الداعي، بعد إنذارهم وإصرارهم على الجحود، أن يتركهم لحرية خيارهم لأنّ إصرارهم على الكفر يجعل الاستمرار في دعوتهم عديم الجدوى ﴿وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ﴾ الكاذب ﴿فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾ عاقبة خيارهم وسوء صنيعهم عندما يحين الوقت.