للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يدّعون من التحريم، وفي ذلك عودة واستكمال للآية (١١٨)، ﴿فَإِنْ شَهِدُوا فَلا تَشْهَدْ مَعَهُمْ﴾ لأن الشهداء في هذه الحالة متحاملون متحيّزون، وكتبهم محرّفة طرأ عليها التبديل والتشويه، والخطاب وإن كان للنبي فالمراد به عامة المسلمين ﴿وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾ نهي عن اتباع الكفار، كالذين يسمّون أنفسهم علمانيين، لأن أفكارهم مبنية على:

١) اتباع الهوى وتكذيب الآيات.

٢) إنكار البعث والحساب.

٣) أنهم يعدلون بربّهم قوى غامضة، كادّعائهم أن الكون قد أوجد نفسه بنفسه، أو وجد بطريق الصدفة، وغير ذلك من نظرياتهم «العلمية».

﴿قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاّ بِالْحَقِّ ذلِكُمْ وَصّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ (١٥١)

١٥١ - بعد أن بيّن تعالى فساد ما ابتدعه ويبتدعه المشركون من عند أنفسهم في التحريم والتحليل، وتمسكهم بطقوس شكلية سخيفة كتحريم لحوم بعض الأنعام، وتحريم ركوب بعضها الآخر، وتخصيص ما في بطون بعضها للذكور دون الإناث وغيره، في حين أنهم يتساهلون في أمور جوهرية عظيمة كالشرك بالله، وقتل الأولاد والبنات، أتبع في الآيات التالية بيان الأشياء الجوهرية التي حرّمها الوحي، والتي لا تستقيم حياة الأفراد والمجتمعات إلا بتجنبها ﴿قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ﴾.

﴿أَلاّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً﴾ عليكم ألاّ تشركوا بالله شيئا، كالأصنام والأوثان والكواكب والجن والأولياء والقبور والشفعاء والبنين والبنات، وبما أنه تعالى غنيّ عن العالمين فإن تحريم الشرك لا يفيد سوى العباد لأنه يحررهم من وهم

<<  <  ج: ص:  >  >>