للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسلام دينا فتمسّكوا به في كل لحظة من حياتكم لئلا تموتوا على غيره، والدين في المصطلح القرآني ليس مجرّد الملّة أو النحلة، وإنّما طريقة الحياة والسلوك وهو النظام الذي يحدد العقيدة والعمل.

﴿أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قالَ لِبَنِيهِ ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ إِلهاً واحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ (١٣٣)

١٣٣ - ﴿أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ﴾ الخطاب موجه إلى بني إسرائيل - بني يعقوب - ﴿إِذْ قالَ لِبَنِيهِ ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ﴾ وهي وصية يعقوب لبنيه، وفي جوابهم له يلاحظ ذكر الآباء والأجداد كونهم انفردوا بعبادة الإله الواحد ودعوا الأمم إليه، وقد ذكر إسماعيل مع الآباء مجازا رغم أنه عمّ يعقوب ﴿إِلهاً واحِداً﴾ لا نشرك به غيره ﴿وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ مستسلمون ومذعنون ومنقادون، والمغزى أنّ يعقوب - إسرائيل - قد وصّى بنيه بالاستسلام والإذعان لمشيئة الله، فما بال ذريته من اليهود يخالفون وصيته؟

﴿تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَها ما كَسَبَتْ وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ وَلا تُسْئَلُونَ عَمّا كانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (١٣٤)

١٣٤ - ﴿تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ﴾ ذهبت من الدنيا ﴿لَها ما كَسَبَتْ﴾ من أعمال تجزى بها ﴿وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ﴾ من أعمال تجزون بها ﴿وَلا تُسْئَلُونَ عَمّا كانُوا يَعْمَلُونَ﴾ تأكيد على مبدأ المسؤولية الفردية في الاسلام، وبه أيضا دحض لاعتقاد اليهود أنّهم الشعب المختار لمجرّد نسبهم إلى كبار الأنبياء رغم انحرافهم عن تعاليمهم وهديهم، والمعنى لا تدّعوا هؤلاء الأنبياء لكم، أيها اليهود، فسوف تحاسبون بأعمالكم وليس بأنسابكم.

<<  <  ج: ص:  >  >>