للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله تعالى في سورة النجم: ﴿وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى * وَثَمُودَ فَما أَبْقى﴾ إلى قوله: ﴿وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى﴾ [النجم ٥٣/ ٥٣]، ثم تفصيل هلاكهم في سورة القمر.

وإن فسّرنا قوله تعالى: ﴿وَالنَّجْمِ إِذا هَوى﴾ [النجم ١/ ٥٣] على ظاهره، فتكون هنالك علاقة بين الإشارة لهويّ النجم في السورة السابقة والإشارة لانشقاق القمر في هذه السورة، ما يفيد اختلال النظام الكوني عند وقوع الساعة.

[محور السورة]

تقرر السورة اقتراب الساعة وحتمية وقوعها وعندها يختل النظام الكوني الذي نعرفه: ﴿اِقْتَرَبَتِ السّاعَةُ وَاِنْشَقَّ الْقَمَرُ﴾ [١/ ٥٤] ومع ذلك فالناس في إعراض وتكذيب واتّباع للهوى، مع أن الأحداث زاخرة بالعبر وبالحكم البالغة:

﴿وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الْأَنْباءِ ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ﴾ [٤/ ٥٤] والقليل من الناس من يتواضع ويعتبر: ﴿حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِ النُّذُرُ﴾ [٥/ ٥٤] ما يوجب على العاقل التولّي عن المستكبرين: ﴿فَتَوَلَّ عَنْهُمْ﴾ [٦/ ٥٤]،

ثم تضرب السورة أمثلة على ذلك قصصا من سننه تعالى في خلقه كأخبار قوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط والعبر منها والعواقب الوخيمة التي انتهت إليها هذه الأقوام كنتيجة طبيعية لما كانت عليه من الاعتداد بالنفس والتولّي عن الذّكر، وأن الكفار في كل وقت لا يشذّون عن هذه القاعدة: ﴿وَلَقَدْ أَهْلَكْنا أَشْياعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾ [٥١/ ٥٤]، وأن كثرة من هم على الباطل ليست بالضرورة مؤشرا أنهم على صواب: ﴿أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ﴾ [٤٤/ ٥٤]، بل على النقيض من ذلك فإن نهايتهم المحتومة لا مفر منها: ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ [٤٥/ ٥٤]،

<<  <  ج: ص:  >  >>