١٦٠ - ﴿مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلاّ مِثْلَها﴾ تتمة الخطاب من الآية السابقة بأن من يتجنّب الفرقة والبدع والتشيّع والتعصب لطائفة بذاتها ويحافظ على استقلال الفكر وينهل فقط من القرآن والسنة الصحيحة فيكون محسنا ويثاب أضعاف إحسانه، ومن كان ضيق الأفق مبتدعا متعصبا لرأيه معجبا به، تبعا لطائفة معينة يتشيّع لها، ويعتقد أن الحقيقة حكرا عليها، أو طلبا لمطمع دنيوي، فيكون مسيئا ويجزى بسيئته، ﴿وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ﴾ لأن الله تعالى كتب على نفسه الرحمة، الآية (١٢).
١٦١ - ﴿قُلْ﴾ لهم أيها النبي ﴿إِنَّنِي هَدانِي رَبِّي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ وهو الإسلام، والآية تتمة المعنى من الآية (١٥٩) والآية (١٥٣) وهو قوله تعالى:
﴿وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ (١٥٣)، كما فيها عودة لقصة إبراهيم الآية (٧٤)﴾.
﴿دِيناً قِيَماً﴾ فهو منظومة من القيم السامية، قال تعالى: ﴿وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾ [البيّنة: ٩٨/ ٥]، لا تعقيد فيه ولا عسر ولا شرك، وهو دين العقل والعلم والبرهان.
﴿مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً﴾ حنيفا أي مائلا عن الأديان الباطلة، بعيدا عن البدع والخرافات والشرك، والإشارة إلى ملّة إبراهيم دون غيره من الرسل لأن اليهود