٤٠ - ﴿وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى﴾ قربى ﴿وَحُسْنَ مَآبٍ﴾ في الآخرة، وهنا يكتمل الخطاب الذي بدأ بالآية (١٧) تصحيحا لما في العهد القديم من افتراءات على داوود وسليمان.
٤١ - بعد أن ذكرت الآيات (١٧ - ٤٠) ما أنعم به تعالى على داوود وسليمان من النعم الكثيرة، تنتقل الآيات (٤١ - ٤٤) إلى النقيض من ذلك وهو البلاء الذي اختصّ به أيوب من المحن، ليعلم أن أحوال الدنيا لا تنتظم لأحد، وفي ذلك حضّ للنبي ﷺ أن يصبر على سفاهة قومه:
﴿وَاُذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ﴾ النصب: التعب والعناء والشر والبلاء، وقد تكرر في القرآن الكريم أن لا سلطان للشيطان على الناس إلا الوسوسة، فيكون مسّ الشيطان لأيّوب من هذا القبيل.
﴿اُرْكُضْ بِرِجْلِكَ هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَشَرابٌ﴾ (٤٢)
٤٢ - ﴿اُرْكُضْ بِرِجْلِكَ﴾ وهو إيحاء الله تعالى لأيوب: والركض هو الدفع القوي بالرجل ﴿هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَشَرابٌ﴾ فلما ضرب الأرض برجله نبعت منها عين باردة من الماء، يبدو أنه اغتسل فيها وشرب منها فكان فيها الشفاء، ونهاية معاناته الجسمية والنفسية، انظر شرح [الأنبياء ٨٣/ ٢١ - ٨٤].
٤٣ - ﴿وَوَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ﴾ من الذرية بدلا من المتوفّين منهم ﴿رَحْمَةً مِنّا وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ﴾ من ذوي الصبر تنبيها على أنّ من صبر ظفر.