للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿قالُوا يا أَبانَا اِسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا إِنّا كُنّا خاطِئِينَ﴾ (٩٧)

٩٧ - ﴿قالُوا يا أَبانَا اِسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا إِنّا كُنّا خاطِئِينَ﴾ إقرار منهم بذنبهم وخطئهم وطلب المغفرة، بعد أن استغفر لهم أخوهم يوسف من قبل.

﴿قالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ (٩٨)

٩٨ - ﴿قالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي﴾ لأن يوسف من جهته لا يحمل لهم أي ضغينة ﴿إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ﴾ للتائبين من الذنب ﴿الرَّحِيمُ﴾ بالعباد.

﴿فَلَمّا دَخَلُوا عَلى يُوسُفَ آوى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقالَ اُدْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ﴾ (٩٩)

٩٩ - في الخطاب إيجاز وتقديره أنهم استجابوا لدعوة أخيهم يوسف إذ قال لهم: ﴿وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ﴾ فسافر آل يعقوب بمجملهم إلى مصر ثم كانوا نواة لبني إسرائيل فيها: ﴿فَلَمّا دَخَلُوا عَلى يُوسُفَ آوى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ﴾ كرّمهم وقرّبهم إليه ﴿وَقالَ اُدْخُلُوا مِصْرَ﴾ وأقيموا فيها ﴿إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ﴾ يعني على أنفسكم وأموالكم وأهلكم، وآمنين من القحط والفاقة والشدة.

﴿وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً وَقالَ يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِما يَشاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾ (١٠٠)

١٠٠ - ﴿وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ﴾ كناية عن تكريمهما ورفعة منزلتهما عنده ﴿وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً﴾ يعني الإخوة الأحد عشر والأبوين، كناية عن تواضعهم ليوسف، وقيل الضمير في (له) عائد إليه تعالى أي خرّوا سجّدا وشكرا لله تعالى ﴿وَقالَ يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّا﴾ إشارة لقوله: ﴿يا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ (٤)﴾،

﴿وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ﴾ أي من البادية ﴿مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي﴾ أي أفسد بيني وبينهم،

<<  <  ج: ص:  >  >>