٢ - ﴿وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ﴾ المعنى: انظروا أيها الناس في هذا القرآن ذي الحكمة، أو المشتمل على أقصى درجات الحكمة، فهو برهان على كون النبي مرسلا من الله تعالى: ٣. ﴿إِنَّكَ﴾ أيها النبي ﴿لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ ٤. ﴿عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ على الطريق الوحيد المؤدي إلى الحق، وما عداه باطل، ٥. ﴿تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ﴾ هذا القرآن وحي إلهي بدليل اشتماله على الحكمة.
﴿لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ﴾ (٦)
٦ - ﴿لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ﴾ إن كان المقصود بالقوم، العرب، فقد أنذر إسماعيل آباءهم الأبعدين، وبلّغهم شريعة أبيه إبراهيم، ﵉، حوالي العام ٢٠٠٠ قبل الميلاد، ثم كانت بعثة النبي ﷺ في العام ٦١٠ للميلاد، فانقضى بينهما نحو ستة وعشرين قرنا من الزمن، أما رسالات الأنبياء هود، وصالح، وشعيب، وإدريس، وذا الكفل، وغيرهم إلى مختلف أرجاء الجزيرة العربية، فلا نعرف تاريخ بعثاتهم على وجه التحديد، وعلى أية حال فقد يكون مغزى الآية انقطاع الأنبياء عن قريش لفترة طويلة من الزمن، ومن ثمّ تدهور التراث الفكري والأخلاقي الذي توارثه العرب عبر القرون عمّا جاء به الأنبياء، أما إن كان المقصود بالقوم الناس كافة لأنّ رسالة الإسلام عالمية، ولأن السورة بدأت بتوجيه الخطاب إلى (يس) أي جنس الإنسان كافة، فقد انقضت حوالي ستة قرون من الزمن بين بعثة عيسى ﵇ آخر أنبياء بني إسرائيل، ثم انتقال سلالة النبوّات من بني إسحاق إلى بني إسماعيل ببعثة النبي ﷺ.
﴿لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ﴾ (٧)
٧ - ﴿لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى أَكْثَرِهِمْ﴾ أي أكثر الناس، لقوله تعالى: ﴿وَما أَكْثَرُ النّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ﴾ [يوسف ١٠٣/ ١٢]، وقد حقّ القول عليهم