للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿الدّارِ﴾ العاقبة الحميدة في الدنيا ﴿إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظّالِمُونَ﴾ عند الله تعالى، فلا يتوصلون إلى نهاية سعيدة.

﴿وَقالَ فِرْعَوْنُ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يا هامانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلى إِلهِ مُوسى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكاذِبِينَ﴾ (٣٨)

٣٨ - ﴿وَقالَ فِرْعَوْنُ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ﴾ يا كبار القوم ﴿ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي﴾ بزعمه أنه ابن إله الشمس (ر ع) ﴿فَأَوْقِدْ لِي يا هامانُ﴾ كبير الكهنة ﴿عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً﴾ من الأهرامات ﴿لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلى إِلهِ مُوسى﴾ وفي كلامه ما فيه من السخرية بموسى ﴿وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكاذِبِينَ﴾ المواظبين على الكذب.

﴿وَاِسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنا لا يُرْجَعُونَ﴾ (٣٩)

٣٩ - ﴿وَاِسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ﴾ أعوانه ﴿فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ﴾ مع كونهم على الباطل ﴿وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنا لا يُرْجَعُونَ﴾ للبعث والحساب، ولا شك أن مفهوم الفراعنة للآخرة ليس له علاقة بكون الحياة الآخرة تتمّم الأولى تحقيقا للعدالة، وإنما كانوا يتوقون للخلود في مرحلة أخرى من الحياة بعد الموت لا يدركون كنهها، مما كان الباعث لهم على بناء الأهرمات وتحنيط الجثث.

﴿فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظّالِمِينَ﴾ (٤٠)

٤٠ - ﴿فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ﴾ في أثناء لحاقهم موسى إلى سيناء ﴿فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظّالِمِينَ﴾

﴿وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النّارِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ﴾ (٤١)

٤١ - ﴿وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً﴾ للضلال والفساد في دنياهم، وادعاء فرعون الألوهية ﴿يَدْعُونَ إِلَى النّارِ﴾ مصير من يتّبعهم إلى النار ﴿وَيَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ﴾ بنتيجة التكبر والاستكبار في دنياهم.

﴿وَأَتْبَعْناهُمْ فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ (٤٢)

<<  <  ج: ص:  >  >>