للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧ - ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ﴾ من المذكورين أعلاه ﴿لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ﴾ يتغاضى عنها سبحانه ﴿وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ﴾ فيكون الجزاء والثواب موافقا لأحسن أعمالهم.

﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (٨)

٨ - بعد أن بيّنت الآيات (١ - ٧) أنّ الدنيا دار اختبار، ينتقل الخطاب إلى أنّ الاختبار يقتضي استخدام العقل السليم، وليس مجرّد التقليد الأعمى للآباء والأجداد، كما يقتضي العمل والتضحية، وليس مجرّد القول، الآيات (٨ - ١٣):

﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً﴾ أن يحسن إليهما إحسانا ﴿وَإِنْ جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾ تقليدا واتّباعا لهما لا غير، وظلما للعقل والمنطق السليم ﴿فَلا تُطِعْهُما﴾ فيما لا يستسيغه العقل ﴿إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ من استخدام إمكاناتكم الفكرية التي متّعتكم بها، فأحاسبكم عليها.

﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصّالِحِينَ﴾ (٩)

٩ - ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ﴾ نتيجة اعتمادهم على الفكر المستقلّ، والعقل السليم ﴿لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصّالِحِينَ﴾ في عداد الصالحين في الآخرة.

﴿وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنّا بِاللهِ فَإِذا أُوذِيَ فِي اللهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النّاسِ كَعَذابِ اللهِ وَلَئِنْ جاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنّا كُنّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِما فِي صُدُورِ الْعالَمِينَ﴾ (١٠)

١٠ - ﴿وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنّا بِاللهِ﴾ إيمانا ظاهرا، وهم المذبذبون أنصاف المؤمنين ﴿فَإِذا أُوذِيَ فِي اللهِ﴾ اضطهد بسبب عقيدته ﴿جَعَلَ فِتْنَةَ النّاسِ﴾ اضطهاد الناس له ﴿كَعَذابِ اللهِ﴾ للكفار، إلاّ من أكره وقلبه مطمئنّ بالإيمان،

<<  <  ج: ص:  >  >>