٨ - بعد أن بيّنت الآيات (١ - ٧) أنّ الدنيا دار اختبار، ينتقل الخطاب إلى أنّ الاختبار يقتضي استخدام العقل السليم، وليس مجرّد التقليد الأعمى للآباء والأجداد، كما يقتضي العمل والتضحية، وليس مجرّد القول، الآيات (٨ - ١٣):
﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً﴾ أن يحسن إليهما إحسانا ﴿وَإِنْ جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾ تقليدا واتّباعا لهما لا غير، وظلما للعقل والمنطق السليم ﴿فَلا تُطِعْهُما﴾ فيما لا يستسيغه العقل ﴿إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ من استخدام إمكاناتكم الفكرية التي متّعتكم بها، فأحاسبكم عليها.
٩ - ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ﴾ نتيجة اعتمادهم على الفكر المستقلّ، والعقل السليم ﴿لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصّالِحِينَ﴾ في عداد الصالحين في الآخرة.