للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المقلدين متمسكون بعقيدة الآباء: ﴿إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آباءَهُمْ ضالِّينَ * فَهُمْ عَلى آثارِهِمْ يُهْرَعُونَ﴾ (٦٩ - ٧٠)، فمن اليهود من تمسك بعقيدة الشعب المختار، ومن النصارى من تمسّك بعقيدة الخطيئة الأصلية والفداء بالنيابة، فظلموا أنفسهم:

﴿وَبارَكْنا عَلَيْهِ وَعَلى إِسْحاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِما مُحْسِنٌ وَظالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ﴾ (١١٣)، وقد زعموا كما زعم الكفار والمشركون في الماضي أن لو كان في كتب آبائهم ما يؤيد التوحيد لاتبعوه: ﴿وَإِنْ كانُوا لَيَقُولُونَ * لَوْ أَنَّ عِنْدَنا ذِكْراً مِنَ الْأَوَّلِينَ * لَكُنّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ﴾ (١٦٧ - ١٦٩)، فلما جاءهم القرآن به أنكروه: ﴿فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾ (١٧٠)، فوجب على المؤمنين التولّي عنهم حتى يتحقق النصر للإسلام أو يحين الحساب يوم القيامة: ﴿فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتّى حِينٍ * وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ﴾ (١٧٤ - ١٧٥).

﴿وَالصَّافّاتِ صَفًّا﴾ (١)

١ - ﴿وَالصَّافّاتِ صَفًّا﴾ إشارة إلى المنظومة القرآنية المشتملة على السور والآيات من سورة الفاتحة حتى سورة الناس، فهي مرتبطة بعضها مع بعض بصف وبإحكام متقنين، وقد تكون الإشارة أيضا إلى الرسالات السماوية المتتالية التي جاء بها الرسل على مرّ العصور، إذ جاءت الرسالات متدرّجة بحسب مستوى الأمم التي وجّهت إليها حتى ختمت برسالة الإسلام للناس كافّة.

﴿فَالزّاجِراتِ زَجْراً﴾ (٢)

٢ - ﴿فَالزّاجِراتِ زَجْراً﴾ الزجر بمعنى الحث، وبمعنى المنع والنهي، لأن آيات القرآن تتضمّن النواهي الشرعية، وهي تزجر العباد عن الأعمال المنكرة وتلهم الخير، كما الرسالات السماوية جميعا.

﴿فَالتّالِياتِ ذِكْراً (٣)

<<  <  ج: ص:  >  >>