(٤٠ - ٤٢) وهو سؤال تعجّب من بلادة المجرمين، ونظيره قوله تعالى: ﴿تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ﴾ [الملك ٨/ ٦٧] أي لبلادة الكفار،
﴿أولا أنهم لم يكونوا مؤمنين عابدين لله: ﴿قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ﴾ (٤٣) ولأنه وقت نزول السورة لم تكن الصلاة المكتوبة قد فرضت، فالمقصود من الصلاة الدعاء، أنظر آية [غافر ٦٠/ ٤٠]، وفي الحديث:"الدعاء مخ العبادة"، وقالوا: معنى الدعاء الإيمان،
وثانيا أنهم لم ينفقوا في عمل الخير: ﴿وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ﴾ (٤٤) لأن الإيمان يجب أن يصدّقه العمل،
وكانوا يخوضون مع أمثالهم في أحاديث الباطل: ﴿وَكُنّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ﴾ (٤٥)
حتى وافتهم المنية: ﴿حَتّى أَتانَا الْيَقِينُ﴾ (٤٧)
فلم تنفعهم شفاعة من توهّموا فيهم الشفاعة: ﴿فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشّافِعِينَ﴾ (٤٨)
فأي عذر للكفار في إعراضهم عن القرآن؟ ﴿فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ﴾ (٤٩)
إذ هم في إعراضهم عن القرآن كالحمر النافرة من الأسد: ﴿كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ﴾ (٥٠ - ٥١)، وتشبيههم بالحمر أنهم لم يستفيدوا من عقولهم، وهو كقوله تعالى: ﴿كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً﴾ [الجمعة ٥/ ٦٢]،