للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿وَالَّذِينَ اِجْتَنَبُوا الطّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللهِ لَهُمُ الْبُشْرى فَبَشِّرْ عِبادِ﴾ (١٧)

١٧ - ﴿وَالَّذِينَ اِجْتَنَبُوا الطّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها﴾ الذين أعرضوا عن عبودية كل ما سوى الله، والطاغوت مشتق من الطغيان، وهو كل رأس في الضلال، كالزعيم من شياطين الإنس والجن، وعبادة الطاغوت بمعنى الطاعة المطلقة له ﴿وَأَنابُوا إِلَى اللهِ﴾ أقبلوا إليه تعالى إقبالا كليّا معرضين عمّا سواه ﴿لَهُمُ الْبُشْرى﴾ بالثواب من الله على ألسنة الرسل أو الملائكة عند حضور الموت وحين الحشر ﴿فَبَشِّرْ عِبادِ﴾ الموصوفين بالآية التالية:

﴿الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللهُ وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ﴾ (١٨)

١٨ - ﴿الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ﴾ الذين يستخدمون حجة العقل والنظر والاستدلال للنظر في ما بين أيديهم من الكتب المقدسة فيتّبعون أحسن الهدي وهو القرآن الكريم الذي بقي على أصالته منذ نزوله: ﴿أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللهُ﴾ وفقهم للهداية ﴿وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ﴾ أصحاب العقول السليمة التي تخلّت عن التقليد والعصبية.

﴿أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النّارِ﴾ (١٩)

١٩ - ﴿أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذابِ﴾ المشار إليهم بالآيات (١٥ - ١٦)، بعكس الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه ﴿أَفَأَنْتَ﴾ أيها النبي ﴿تُنْقِذُ مَنْ فِي النّارِ﴾ المعنى لا تستطيع ذلك إذا أصرّ الكافر على كفره وتمسّك بالتقليد ولم يتّبع أحسن القول.

﴿لكِنِ الَّذِينَ اِتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَعْدَ اللهِ لا يُخْلِفُ اللهُ الْمِيعادَ (٢٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>