في سورة الانشقاق المتقدمة أن الذين صمّموا على الكفر يكذّبون، وأن الله تعالى أعلم بما يبيّتون من سوء النوايا: ﴿بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ * وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُوعُونَ﴾ [الانشقاق ٢٢/ ٨٤ - ٢٣]، وفي هذه السورة أنهم باضطهادهم المؤمنين كمن يقتل نفسه: ﴿قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ﴾ [البروج ٤/ ٨٥].
[محور السورة]
موضوع السورة يدور حول الاضطهاد وقمع الحرية الدينية للآخرين: ﴿وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾ [٨/ ٨٥]، ما تعود عواقبه سلبا على المضطهدين بالدرجة الأولى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذابُ الْحَرِيقِ﴾ [١٠/ ٨٥]،
وأن القرآن المجيد - بخلاف الكتب السابقة - ورغم جهود المكذّبين في اضطهاد المؤمنين والصدّ عنه، محفوظ على مدى الدهر من كل تغيير وتحريف أو إضافة أو نقصان، وبالتالي فهو المعيار النهائي والأخير للحق والباطل: ﴿بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ﴾ [٢١/ ٨٥ - ٢٢].