للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلاّ بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ﴾ (٧)

٧ - ﴿وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ﴾ فضلا عن أن تحملكم على ظهورها، كما في الإبل ﴿إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلاّ بِشِقِّ الْأَنْفُسِ﴾ تصلون إليه بكل جهد ومشقة ﴿إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ﴾ وذلك من جملة نعمه عليكم،

﴿وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ﴾ (٨)

٨ - ﴿وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ﴾ خلقها بالإضافة للأنعام المشار إليها بالآية (٥)، ﴿لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً﴾ ليس فقط لمنافعها في المواصلات، بل للزينة كما في الخيل ﴿وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ﴾ من وسائل المواصلات في المستقبل، وهو ما نعرفه اليوم من مركبات وطائرات وسفن وغيرها، وهذا التطور في تقدم وسائل المواصلات ينطبق على كل زمن في الماضي والحاضر والمستقبل، وقد نسب تعالى خلقها إلى ذاته العلية، لأنه هو الذي أودع في الإنسان المقدرة على التفكير والإبداع والاختراع،

﴿وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْها جائِرٌ وَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ﴾ (٩)

٩ - بعد أن ذكر تعالى أنّ خلق السماوات والأرض ذو مغزى، الآية (٣)، وأنه خلق الإنسان وكرّمه بمنحه المنطق والمحاجّة، الآية (٤)، وسخّر له المخلوقات، الآيات (٥ - ٨)، تضيف هذه الآية أن الله تعالى لم يترك الإنسان يتخبط على غير هدى، وهو القصد من الوحي المشار إليه بالآية (٢):

﴿وَعَلَى اللهِ﴾ وحده ﴿قَصْدُ السَّبِيلِ﴾ لبيان الطريق المستقيم منها ﴿وَمِنْها جائِرٌ﴾ ومن هذه الطرق ما هو منحرف عن الطريق الحق، فالله تعالى ترك للناس حرية اتباع المستقيم منها من الجائر ﴿وَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ﴾ قسرا، دونما حرية من جهتكم، لولا أنّ مغزى الخلق مرتبط بالمسؤولية الأخلاقية وبحرية الخيار الأخلاقي للإنسان المشار إليه بالآية (٤)﴾، والغافلون عن النعم والإعجاز في الخلق لا يهتدون،

<<  <  ج: ص:  >  >>