للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿أَلا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْراجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَؤُكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ (١٣)

١٣ - ﴿أَلا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ﴾ تحريض للمؤمنين على قتال المشركين ناقضي العهد ﴿وَهَمُّوا بِإِخْراجِ الرَّسُولِ﴾ من مكة، راجع آية [الأنفال ٣٠/ ٨]، ﴿وَهُمْ بَدَؤُكُمْ﴾ بالعدوان ﴿أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾ لأنّ النبي جاءهم أولا بالكتاب المنير، وألزمهم الحجة والبرهان، فقاتلوه لعجزهم عن معارضة القرآن، فهم البادئون بالقتال والبادئ أظلم ﴿أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ﴾ المؤمن ينبغي أن يخشى الله، ولا يخشى أحدا سواه ﴿إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ إيمان يقين وإذعان.

﴿قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ﴾ (١٤)

١٤ - ﴿قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ﴾ لأن النصر يحتاج إلى مجهود وعمل وتضحية من قبل المؤمنين، وليس مجرد الدعاء والتمنّي ﴿وَيُخْزِهِمْ﴾ ينزل بهم الذل والهوان ﴿وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ﴾ فيكون تحقيق النصر على أيديكم بتوفيق من الله ﴿وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ﴾ بنتيجة إعزاز الإسلام وهزيمة الكفر، بعد أن كان المسلمون تحت القهر والاضطهاد.

﴿وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ (١٥)

١٥ - ﴿وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ﴾ لما لقوا من الغدر والمكروه على يد المشركين ﴿وَيَتُوبُ اللهُ عَلى مَنْ يَشاءُ﴾ من المشركين، لأن منهم من أسلم بعد ذلك وحسن إسلامه، فقبل تعالى توبتهم ﴿وَاللهُ عَلِيمٌ﴾ أحاط علمه تعالى بشؤون خلقه، وما غاب عنهم ﴿حَكِيمٌ﴾ كل شيء يسير وفق حكمته البالغة في السنن التي وضعها في الخليقة.

﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللهِ وَلا رَسُولِهِ وَلا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (١٦)

<<  <  ج: ص:  >  >>