لانتشار الفساد والحروب الأهلية وقطع الأرحام: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ﴾ [٢٢/ ٤٧] فما لهم لا يحاولون فهم القرآن بقلوب مفتوحة بدلا من التشنج الفكري المسبق: ﴿أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها﴾ [٢٤/ ٤٧] وأن الله تعالى يختبر الناس بظهور أفعالهم واستعدادهم للتضحية إلى حيّز العلن، وليس بعلمه بالغيب منهم: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصّابِرِينَ وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ﴾ [٣١/ ٤٧] وتبيّن السورة أن الهوان على المعتدين واستجداء السلام منهم لا يليق بالمؤمنين ما داموا على الحق: ﴿فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ﴾ [٣٥/ ٤٧]،
[النظم في السورة]
﷽
الكفار الذين لم يقتصر كفرهم على أنفسهم بل تجاوزه بأن صدّوا غيرهم عن الإسلام، أو منعوا المسلمين من اتّباع دينهم، وعملوا على منع حرية الفكر والعبادة، فهؤلاء إن كان لهم أعمال "حسنة" فهي تذهب عند الله هباء:
﴿الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ﴾ (١)، أنظر أيضا آية [النور ٣٩/ ٢٤ - ٤٠]، وآية [الفرقان ٢٣/ ٢٥]، والآية (٣٢) من هذه السورة،
في حين أن المؤمنين الذين اقترن إيمانهم بالعمل الصالح وتصديق القرآن، فالله تعالى يغفر لهم سيئاتهم ويسترها ويصلح قلوبهم فينعموا بالراحة النفسية:
وذهاب حسنات الكفار هباء ليس سوى نتيجة طبيعية لاتّباعهم الباطل، كما أن مغفرة سيئات المؤمنين نتيجة لاتّباعهم الحق: ﴿ذلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اِتَّبَعُوا﴾