للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[النظم في السورة]

﴿التفكّر في خلق الكون يلزم الإيمان باليوم الموعود، يوم البعث والحساب:

﴿وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ﴾ (١ - ٢)

والله تعالى شاهد على خلقه لا تخفى عليه خافية: ﴿وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ﴾ (٣)

أما قصة أصحاب الأخدود فقد تكون رمزية تتكرر في كل العصور، لأنّ الطغاة أصحاب العقول المنحازة لا يملّون من محاولة فرض معتقداتهم الدينية - أو اللادينية - على الآخرين قهرا وقسرا، بوسيلة أو بأخرى تصل إلى الحرق بالنار، ثمّ إنهم لا يدمّرون بهذا الأسلوب سوى أنفسهم: ﴿قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ * النّارِ ذاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْها قُعُودٌ * وَهُمْ عَلى ما يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ (٤ - ٩)

وتوضح الآية التالية معنى قوله: ﴿قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ﴾ إذ تبيّن المصير النهائي للذين يضطهدون المؤمنين في محاولة منهم لتغيير دينهم: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ﴾ أي اضطهدوهم ﴿ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذابُ الْحَرِيقِ﴾ (١٠)

بالمقارنة مع مآل المؤمنين الذين أتبعوا إيمانهم بالعمل الصالح: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَهُمْ جَنّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ﴾ (١١)

وأن الله تعالى قد يمهل الكفار في الدنيا، ولا يهملهم في العاقبة: ﴿إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (١٢)

<<  <  ج: ص:  >  >>