في السورة المتقدّمة أن المطففّين لاهثون وراء المادة وبخس حقوق الآخرين:
﴿وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اِكْتالُوا عَلَى النّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ﴾ [المطففين ١/ ٨٣ - ٣]، وفي هذه السورة أن المادة رغم ذلك لا تحقق لهم السعادة بل يغلب عليهم المشقة والتعب والتعاسة: ﴿يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ﴾ [الانشقاق ٦/ ٨٤].
[محور السورة]
عندما تقع الساعة وتتخلّى الأرض عن ظاهر الحياة الدنيا: ﴿وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ * وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ﴾ [٣/ ٨٤ - ٤]، وبعد أن يكون الإنسان قد قضى الجزء الأكبر من حياته الدنيوية في الكدح والتعب والمشقة إلى أن يبعث فيلاقي ربّه: ﴿يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ﴾ [٦/ ٨٤]، تؤول حاله وقتئذ من حال إلى حال سلبا أو إيجابا: ﴿لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ﴾ [١٩/ ٨٤]، وكان الأجدر به قبل الفوات أن يؤمن ويفقه القرآن ويعمل به: ﴿فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ * وَإِذا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ﴾ [٢٠/ ٨٤ - ٢١].