للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿إِنْ تَحْرِصْ عَلى هُداهُمْ فَإِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ﴾ (٣٧)

٣٧ - ﴿إِنْ تَحْرِصْ عَلى هُداهُمْ﴾ أيها النبي، أو أيها الداعية، أو أيها المسلم في كل زمن وفي أي مكان ﴿فَإِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ﴾ لا يجبر المعاندين والمكابرين الذين حقّت عليهم الضلالة ﴿وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ﴾ ولا عبرة بما قد يكونون عليه من متاع الدنيا الزائل،

﴿وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللهُ مَنْ يَمُوتُ بَلى وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا وَلكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ (٣٨)

٣٨ - ﴿وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ﴾ مما يدلّ على أنهم مؤمنون بالله، سوى أن إيمانهم غامض لا يترتّب عليه شيء، فقد أشركوا مع الله أوهامهم وأهواءهم ودنياهم وجعلوا المادة منتهى همّهم ﴿لا يَبْعَثُ اللهُ مَنْ يَمُوتُ﴾ ينكرون البعث تعاميا عن مواجهة مسؤولياتهم الأخلاقية لكي يتصرفوا في الدنيا على هواهم ﴿بَلى وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا وَلكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ أكثر الناس يعتمدون الظن والتخمين وينكرون الوحي، وقد يبتدعون في ذلك نظريات فلسفية ويدّعون ما يسمّونه "العلمانية"، مع أن العلمانية تفيد العلم بالشيء، وهي صفة المؤمنين العالمين بحقيقة الوحي،

﴿لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كانُوا كاذِبِينَ﴾ (٣٩)

٣٩ - ﴿لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ﴾ فتحسم الأمور ويتبيّن على وجه اليقين الحق من الباطل ﴿وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كانُوا كاذِبِينَ﴾ يظهر للكفار ما كانوا عليه من الكذب على أنفسهم، وهذان السببان من موجبات البعث،

﴿إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ (٤٠)

٤٠ - ﴿إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ فلا يعجزه تعالى شيء، فما وجه الغرابة في البعث من جديد؟

<<  <  ج: ص:  >  >>