مجرّد استغلال حاجة الآخرين للتمويل، فعندئذ تنخفض كلف المشاريع، ويزداد احتمال الربح وتكون النتائج لصالح الطرفين وازدهار الاقتصاد وانخفاض البطالة.
روي أنّ عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال:«كان آخر ما نزل من القرآن آية الربا وإنّ نبيّ الله ﷺ قبض قبل أن يفسرها فدعوا الربا والريبة»، وفي حين أنّ الربا محرّم بلا جدال، فإنّ مشكلة الاقتصاد الحديث تكمن في المؤسسات الربوية التي تأخذ أموال المودعين مقابل فوائد أقل من نسبة التضخم، ثمّ تقرض هذه الأموال للآخرين مقابل الربا الفاحش.
٢٧٧ - بعد أن وصف تعالى في الآية (٢٧٥) أكلة الربا الذين جعلوا الدنيا وجمع المال شغلهم الشاغل وهدفهم النهائي، فاستولى ذلك على عقولهم، واختلّ تفكيرهم وفقدوا توازنهم، فاستهلكتهم رغبتهم العارمة في مشاهدة أموالهم تتضاعف، وعميت بصيرتهم عن الحقيقة، ونسوا الآخرة، ثمّ في هذه الآية يذكر تعالى الصنف الآخر من الناس، الذين استوعبوا حقيقة الدنيا وزوالها، فقدّموا العمل الصالح لآخرتهم، فبشّرهم تعالى بأن لا خوف عليهم من أهوال القيامة، ولا هم يحزنون على فراق الدنيا، روى أحمد في مسنده عن عائشة أن النبي ﷺ قال:«الدنيا دار من لا دار له، ومال من لا مال له، ولها يجمع من لا عقل له».
٢٧٨ - ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ إن كنتم مؤمنين بقلوبكم حقّا، أو إن كان إيمانكم شاملا لجميع ما جاءت به رسالة الاسلام.