٤٦ - نتيجة الخلاف بين المؤمنين والكفار: ﴿قُلِ اللهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ﴾ خالقهما ومبدعهما على غير مثال سابق، انظر شرح [الأنعام ١٤/ ٦]، ﴿عالِمَ الْغَيْبِ﴾ الغيب ما يغيب عن إدراك البشر ﴿وَالشَّهادَةِ﴾ ما تدركه حواسهم من عالم المشاهدة ﴿أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ﴾ من المهتدين، ومن الضالين، المشار إليهم بالآيات (٤١ - ٤٥)، ﴿فِي ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾ من العقائد، لأن الإنسان مكرّم بالعقل وبحرية الخيار فيتحمل مسؤولية خياره كما هو مذكور في الآيات التالية:
٤٧ - ﴿وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ ظلموا أنفسهم بالكفر وبإنكار الآخرة ﴿ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذابِ يَوْمَ الْقِيامَةِ﴾ المغزى أن جميع أعمالهم (الحسنة) في الحياة الدنيا، ولو كانت مضاعفة، تذهب هباء فلا تفديهم من عذاب يوم القيامة للسبب المذكور تاليا: ﴿وَبَدا لَهُمْ مِنَ اللهِ ما لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ﴾ يصبح واضحا لهم أن مآل الإنسان في الآخرة، وسعادته أو تعاسته فيها، مترتبة بشكل طبيعي على سلوكه وحسن استخدام ملكاته العقلية في الدنيا من الإيمان أو الكفر.
﴿وَبَدا لَهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ﴾ (٤٨)
٤٨ - ﴿وَبَدا لَهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا﴾ من عقائد فاسدة ﴿وَحاقَ بِهِمْ﴾ أحاط بهم ﴿ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ﴾ أحاطت بهم حقيقة الحياة بعد الموت، والحقائق التي جاء بها الأنبياء والرسل، بعد أن كانوا يستهزئون بها.