للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿وما لا يبصر الإنسان من عالم الغيب: ﴿وَما لا تُبْصِرُونَ﴾ (٣٩)

أن القرآن وحي نزل على الرسول الكريم محمد: ﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ﴾ (٤٠)

يفوق بكثير كل ما يمكن أن يتوصّل إليه البشر من شعراء وكهّان، مهما التبست الأمور على ضعاف الإيمان: ﴿وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ * وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ * تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ﴾ (٤١ - ٤٣)،

وهو من الإعجاز بحيث يستحيل على الرسول أن يتقوّله: ﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ * لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ﴾ (٤٤ - ٤٧)،

وأن القرآن ليس سوى تذكرة لمن عنده استعداد للفهم واتّقاء العواقب السيئة: ﴿وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ﴾ (٤٨)،

ولأنه تعالى كرّم بني آدم بحرية الخيار فمنهم المؤمن ومنهم المكذّب: ﴿وَإِنّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ﴾ (٤٩)،

فتكون عاقبة التكذيب حسرة على صاحبه لأنه تمّ بمحض اختياره: ﴿وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ﴾ (٥٠)،

وأن القرآن يخبر عن الحقيقة المطلقة: ﴿وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ﴾ (٥١)،

فلذلك وجب التسبيح لله تعالى إذ خلق الإنسان في أحسن تقويم، وأنزل عليه الوحي والميزان، وكرّمه بحرية الخيار: ﴿فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (٥٢)﴾.

<<  <  ج: ص:  >  >>