للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جاؤُ بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتابِ الْمُنِيرِ﴾ (١٨٤)

١٨٤ - ﴿فَإِنْ كَذَّبُوكَ﴾ أيها النبي ﴿فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ﴾ كذّب نوح وهود وصالح وشعيب وإبراهيم ولوط وموسى وعيسى وغيرهم من الأنبياء ﴿جاؤُ بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتابِ الْمُنِيرِ﴾ جاؤوا بالدلائل البينة على الحقيقة وبالكتب السماوية والوحي المنير بوضوحه، والمعنى أن الناس درجوا على تكذيب الأنبياء منذ القوم واليهود أغرقوا في ذلك، فلا تأس عليهم أيها النبي، ولا تحزن لكفرهم، ولا تعجب من فسادهم، فتلك سنة الله في البشر من حيث إنه تعالى أعطاهم ملكة العقل والفكر وحرية الخيار فمنهم من يستخدم هذه الملكة على الوجه الصحيح، ومنهم الجاهل، ومنهم الممعن في ضلاله، ثم مصيرهم إلى الموت والحساب كما سيرد.

﴿كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاّ مَتاعُ الْغُرُورِ﴾ (١٨٥)

١٨٥ - استمرار للخطاب من الآية (١٧٦)﴾ التي تنهى عن الحزن على المسارعين في الكفر، وما بعدها من الآيات التي تصف جحود الكفار واليهود وإنكارهم الرسل ومعاندتهم للمؤمنين، والمغزى لا يضجر ولا يتزعزع المؤمن من كلّ ذلك لأن الموت ملاق الجميع، وعندها لا يجد الكفار نصيبا لهم في الآخرة بل لهم عذاب عظيم:

﴿كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ﴾ كلّ حيّ مصيره إلى الموت ثمّ يحاسب بعمله ﴿وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ﴾ تكون توفية الأجور على تمامها في الآخرة، لأنّ بعضها قد يوفّى في الدنيا من ثواب وعقاب ﴿فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ﴾ وهو المؤمن، والزحزحة بمعنى الإبعاد ﴿وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاّ مَتاعُ الْغُرُورِ﴾ المتاع هو ما يتمتع به المرء، ويقال للآنية متاع، والغرور بضم

<<  <  ج: ص:  >  >>