للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿وَلَمّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ﴾ (٩٤)

٩٤ - ﴿وَلَمّا جاءَ أَمْرُنا﴾ وهو قضاؤه تعالى ﴿نَجَّيْنا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنّا﴾ برحمة خاصة بهم دون غيرهم من المكذّبين ﴿وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ﴾ موتى بلا حراك،

﴿كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها أَلا بُعْداً لِمَدْيَنَ كَما بَعِدَتْ ثَمُودُ﴾ (٩٥)

٩٥ - ﴿كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها﴾ أي كأن لم يقيموا فيها وقتا من الأوقات ﴿أَلا بُعْداً لِمَدْيَنَ كَما بَعِدَتْ ثَمُودُ﴾ هلاكا لهم وبعدا من رحمة الله، كما عوقبت ثمود بالهلاك وبالبعد من الرحمة الإلهية.

ونلاحظ أن قصص النبيين الموصوفة بالآيات (٥٠ - ٩٥) مفصّلة للمشار إليها بآية [يونس ٧٤/ ١٠].

﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ﴾ (٩٦)

٩٦ - ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا﴾ بالمعجزات البينة الواضحة ﴿وَسُلْطانٍ مُبِينٍ﴾ الحجة البالغة في محاورة موسى مع فرعون، وهذه القصة السادسة في السورة ترد بإيجاز شديد، راجع أيضا قصة موسى مفصلة في سورة [الأعراف ١٠٣/ ٧ - ١٤٤]، وقد وردت أيضا بتفاصيل وعبر منوّعة في سور يونس، وهود، والإسراء، وطه، والشعراء، والنمل، والقصص، وغافر، والزخرف.

﴿إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَما أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ﴾ (٩٧)

٩٧ - ﴿إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ﴾ الملأ هم كبار القوم وزعماؤهم، وقيل سمّوا ملأ لأنهم أولو الأمر يملؤون الأعين والنفوس في مراكزهم، وتخصيصهم بالذكر لأنهم المعنيّون باتخاذ القرار ﴿فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ﴾ في ضلاله، جريا وراء مصالحهم وزعاماتهم ﴿وَما أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ﴾ لا يرشد إلى خير.

<<  <  ج: ص:  >  >>