الرسل: ﴿أَتَواصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ﴾ [٥٣/ ٥١]، ولكن ما على المؤمنين سوى البلاغ وترك الحساب على الله: ﴿فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ﴾ [٥٤/ ٥١]،
وتبلغ السورة أوجها بقوله تعالى: ﴿وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ﴾ [٥٦/ ٥١] بمعنى أن الغاية من الخلق أن يعرف الإنسان خالقه وأن يكيّف وجوده الدنيوي بحسب إرادته تعالى المبيّنة فيما نزل على الأنبياء والرسل من الوحي، وهذا المفهوم المزدوج المتمثّل في معرفة الله والتكيف بحسب مشيئته في الخلق يفسر المعنى الحقيقي للعبادة، ولأن العبادة لا يستفيد منها سوى المخلوق: ﴿ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ﴾ [٥٧/ ٥١]، وأن كل عمل شر يحمل في طياته بذور عواقبه إن في الدنيا أو في الآخرة: ﴿فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحابِهِمْ فَلا يَسْتَعْجِلُونِ﴾ [٥٩/ ٥١].
[النظم في السورة]
﷽
﴿تبدأ السورة بتذكير الإنسان بواحدة من عجائب الخلق، وهي الرياح التي تذرو الغبار وتحمل الغيوم وتجري بها بسهولة وتوزّع الأمطار على البلاد، فتتحقق معجزة الحياة، ممّا يؤكد وجود خالق مدبّر، ومغزى للخلق: ﴿وَالذّارِياتِ ذَرْواً * فَالْحامِلاتِ وِقْراً * فَالْجارِياتِ يُسْراً * فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً﴾ (١ - ٤)
وبالتالي حتمية البعث: ﴿إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ﴾ (٥)