للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المكوّنة منها الجبال، ذات ألوان مختلفة كما يراها الناظر في مقاطع الجبال والكهوف والهضاب ﴿وَغَرابِيبُ سُودٌ﴾ ومن هذه الطبقات الجيولوجية الأسود شديد السواد، كما هي الحال في صخور البازالت، لأنّ الغربيب هو الذي أبعد في السواد، فيقولون أسود غربيب، ومنه الغراب.

﴿وَمِنَ النّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ كَذلِكَ إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ﴾ (٢٨)

٢٨ - ﴿وَمِنَ النّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ كَذلِكَ﴾ خلقها الله تعالى ﴿إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ﴾ العلماء يعرفون الله حقّ المعرفة فيخافونه ويرجونه، وهم العلماء الذين بالإضافة لعلومهم الدنيوية يتمتعون بجانب من المعرفة الروحانية، لأنهم يدركون من دراساتهم أنّ ما يلاحظونه بحواسّهم من عالم المشاهدة لا يمكن أن يعبّر عن كامل الحقيقة التي لا يمكن الإلمام بها إلاّ بالإقرار بوجود عالم الغيب، الذي يغيب تصوّره عن إدراك البشر ﴿إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ﴾ كامل القدرة ﴿غَفُورٌ﴾ للتائبين.

﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ﴾ (٢٩)

٢٩ - ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللهِ﴾ ويتّبعون ما ورد فيه ﴿وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمّا رَزَقْناهُمْ﴾ لأنّ الإنفاق يصدّق إيمانهم ﴿سِرًّا وَعَلانِيَةً﴾ الإنفاق سرّا للنفل، وإنفاق العلانية للفرض ﴿يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ﴾ لن تفسد، ولن تكسد.

﴿لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ﴾ (٣٠)

٣٠ - ﴿لِيُوَفِّيَهُمْ﴾ الله تعالى ﴿أُجُورَهُمْ﴾ بما يستحقّون ﴿وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ﴾ من خزائن رحمته ما يشاء ﴿إِنَّهُ غَفُورٌ﴾ لهفوات المؤمنين العاملين ﴿شَكُورٌ﴾ لطاعاتهم، مجازيهم عليها أكمل الجزاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>