للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسيحية، وهم من دكاترة اللاهوت أساتذة الجامعات المتخصصين في أمريكا، ذكروا أنّ ما يزيد عن ٨٢% من الأقوال المنسوبة في الأسفار إلى عيسى المسيح غير صحيحة ولم يتكلّم بها، وأنّ مؤلّفي أسفار العهد الجديد وهم كثر كانوا ينسبون إلى عيسى المسيح من الأقوال ما يعتبرونه «مناسبا» كي يطابق أهواءهم ومعتقداتهم، وأنّ عيسى المسيح لم يكن مسيحيا بالمقارنة مع المسيحية الحالية، وأنّ المسيحية الحالية تنسب إلى مبتدعها وهو القديس بولس (كتاب «الأناجيل الخمسة»، The Five Gospels شركة مكميلان للنشر ١٩٩٣).

﴿مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَاللهُ عَزِيزٌ ذُو اِنْتِقامٍ﴾ (٤)

٤ - استمرار الخطاب من الآية المتقدمة: ﴿مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ﴾ الفرقان هو الفارق بين الحق والباطل بما نزل من الوحي على جميع الأنبياء، وهو أيضا مقدرة المؤمن على التفريق بين الحق والباطل، قال تعالى:

﴿إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً﴾ [الأنفال ٨/ ٢٩]، فتميّزون بواسطته الصواب من الخطأ، لأنّ الملاحدة تزعم أنه لا يوجد خطأ أو صواب ولا صحيح أو قبيح وإنما تفكيرنا يجعل الأمور كذلك، والحقيقة أن الشيطان يزيّن لهم سوء أعمالهم قال تعالى: ﴿وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ ما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأنعام ٦/ ٤٣].

﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ﴾ لأنّهم كفروا بالكتب المنزلة والآيات البينات رغم إنزال الفرقان، ورغم أن الله تعالى وهبهم العقل للتفريق بين الحق والباطل ﴿وَاللهُ عَزِيزٌ ذُو اِنْتِقامٍ﴾ الانتقام من النقمة وهي عقوبة المجرم وليست هنا بمعنى التشفّي بالعقوبة ممّا هو محال على الله تعالى.

﴿إِنَّ اللهَ لا يَخْفى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ﴾ (٥)

٥ - ﴿إِنَّ اللهَ لا يَخْفى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ﴾ من الجزئيات والكليّات في هذا العالم، أو في غيره من العوالم السماوية، أو من علوم الغيب.

<<  <  ج: ص:  >  >>