١٠٥ - ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ﴾ من دلائل توحيد الخالق وقدرته وحكمته وبديع صنعه ﴿يَمُرُّونَ عَلَيْها﴾ يجيئون ويذهبون ﴿وَهُمْ عَنْها مُعْرِضُونَ﴾ لا يلتفتون إليها ولا يكترثون لانهماكهم في دنياهم، فلا عجب أنهم لم يتأملوا في معجزات القرآن الكريم.
١٠٦ - ﴿وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلاّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾ كما هي حال المسيحية الذين يقولون بالتثليث، وكما هي حال الذين يأتمرون بأحبارهم وبرؤسائهم في الباطل، وكما هي حال المنافقين والمرائين، وحال المعتقدين بنفع أهل القبور والنذر لها.
١٠٨ - ﴿قُلْ﴾ لهم أيها النبي ﴿هذِهِ سَبِيلِي﴾ أي طريقي وهو طريق التوحيد والقرآن والدعوة ﴿أَدْعُوا إِلَى اللهِ﴾ إلى عبادة الله وحده ﴿عَلى بَصِيرَةٍ﴾ أي إن دعوتي لكم مبنية على البصيرة والحجة والبرهان، لأن القرآن يناشد العقل ويحث في الكثير من الآيات على التفكر في مضمونه، وأن ما أدعو إليه ليس فيه شيء من الغموض بل هو منسجم مع الفكر السليم ﴿أَنَا وَمَنِ اِتَّبَعَنِي﴾ أدعوكم إلى الإسلام، وهنالك معنى آخر ذكره الرازي فيمن يتصدّى للدعوة يشترط أن يكون على بصيرة ممّا يقول وعلى هدى ويقين، فإن لم يكن كذلك فهو محض