للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ﴾ (١٢٤)

١٢٤ - ﴿وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ﴾ استمرار الخطاب من الآية السابقة، أي هنالك من الكفار الذين يلونكم، الذين أمرتم بقتالهم، من يقول عند نزول الوحي: ﴿أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ﴾ السورة ﴿إِيماناً﴾ يقولون ذلك لبعضهم البعض على سبيل السخرية والتهكم، أو يقولونه للمسلمين لمحاولة صدّهم عن الإسلام، وهو سبب الأمر بقتالهم، وقد يكون في كلامهم إشارة لقوله تعالى في سورة الأنفال ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً﴾ [الأنفال ٢/ ٨]، ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً﴾ بهذه الآية أثبت تعالى للمؤمن زيادة الإيمان ﴿وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ﴾ يسعدون بأن اهتدوا إلى الحق، ونجوا من الضلال.

﴿وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَماتُوا وَهُمْ كافِرُونَ﴾ (١٢٥)

١٢٥ - ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ﴾ مرض القلوب هو الكفر والنفاق والأخلاق الذميمة، انظر آية [البقرة ١٠/ ٢]، ﴿فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ﴾ زادت نفوسهم خبثا وقبحا وكفرا، لشدة تصميمهم على الحال التي هم عليها، وانغلاق عقولهم عن التفكر والنظر، انظر شرح آية [الأعراف ٧١/ ٧]، ﴿وَماتُوا وَهُمْ كافِرُونَ﴾ أصرّوا على الكفر حتى الموت، ونظيره قوله تعالى ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ﴾ [البقرة ٦/ ٢].

﴿أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لا يَتُوبُونَ وَلا هُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾ (١٢٦)

١٢٦ - ﴿أَوَلا يَرَوْنَ﴾ أي الكفار المشار إليهم في الآيات (١٢٣ - ١٢٥)، ﴿أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ﴾ يختبرون بنزول الوحي حيث يمكن لهم تمييز الحق من الباطل، ويختبرون بالآيات الدالّة على صدق نبوّته ، ويختبرون أيضا بالمحن والمعاناة والشدائد ﴿فِي كُلِّ عامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ﴾ لأنّ أبواب التوبة مفتوحة لهم، إذ

<<  <  ج: ص:  >  >>