للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيما زعمتم من قدرتكم على معارضة القرآن، لأنهم قالوا: ﴿قالُوا قَدْ سَمِعْنا لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا﴾ [الأنفال ٨/ ٣١]، والإعجاز في التنزيل نجوما أوضح وأعظم على مر العصور، لأن النبي كان أمّيا لا يقرأ ولا يكتب، والآيات كانت تنزل عليه متفرقة، وترتيب النزول الزمني غير ترتيب القرآن الذي نعرفه، فكان يأمر بوضع الآيات في مواضعها المحكمة دون أن يكون أمامه كامل النصوص، فلا مراجعة ولا تنقيح ولا تعديل، وإنما وحي وتوقيف إلهي على مدى ثلاثة وعشرين عاما.

﴿فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ﴾ (٢٤)

٢٤ - ﴿فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا﴾ لأنّ ذلك ليس في طاقة المخلوقين، وهذا التحدّي من قبيل الإخبار بالغيب والجزم به سلفا ﴿فَاتَّقُوا النّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ﴾ الاشارة ضمنية أن النار في الآخرة لن تكون من نصيب الكافرين فقط وانما سيجدون معهم في النار أصنامهم الحجرية ومعبوديهم من كل الأنواع التي سوف تكون من العجز وقلة الحيلة بمثابة الحجارة، ويدل عليه قوله تعالى: ﴿إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ﴾ [الأنبياء ٢١/ ٩٨].

﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيها خالِدُونَ﴾ (٢٥)

٢٥ - ﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ﴾ تأكيد على وجوب اقتران الإيمان بالعمل الصالح، انظر آية [الأنعام ٦/ ١٥٨]، والبشارة أن إيمانهم وعملهم الصالح سوف يثمرا في الآخرة: ﴿أَنَّ لَهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ﴾ أي من تحت أشجارها الأنهار، بحذف المضاف إليه ﴿كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ﴾

<<  <  ج: ص:  >  >>