للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة التوبة - ٩ - مدنية]

مقدّمة

نزلت سورة التوبة في السنة التاسعة من الهجرة، في المدة التي سبقت حملة تبوك وخلال الحملة وبعدها، واشتقّ اسم السورة من قوله تعالى: ﴿أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ﴾ (١٠٤)، وقوله تعالى: ﴿لَقَدْ تابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ الَّذِينَ اِتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُفٌ رَحِيمٌ﴾ (١١٧)، وهي أيضا تسمّى سورة براءة لقوله تعالى في مطلع السورة: ﴿بَراءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ﴾ (١)، ويلاحظ بالمقارنة مع بقية سور القرآن الكريم أن هذه السورة لا تبدأ بآية البسملة باسم الله الرحمن الرحيم لأن آية البسملة لم تنزل معها كما نزلت مع غيرها من السور، وقد أمر النبي بوضع هذه السورة بعد سورة الأنفال ولم يأمر أن تبدأ بآية البسملة، ثمّ كان هذا سببا لاختلاف بعض الصحابة في حقيقة سورتي الأنفال والتوبة، أهما سورة واحدة أم سورتان؟ فقال بعضهم هما سورة واحدة، لأن كلتيهما نزلت في القتال والعهود، ومجموعهما مئتان وست آيات فتكون هذه السورة السابعة من الطوال - ابتداء من البقرة وانتهاء بمجموع الأنفال والتوبة -، مع العلم أنه انقضت سبع سنوات بين نزول الأنفال ونزول التوبة، ومن الصحابة من قال: بل هما سورتان، واستنتجوا من عدم بداية سورة التوبة بالبسملة دلالة على أن البسملة آية مستقلة بذاتها، لأنّ بعض الناس يتنازعون في كون باسم الله الرحمن الرحيم آية من القرآن أم لا.

<<  <  ج: ص:  >  >>