للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿قالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إِلى نِعاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ وَقَلِيلٌ ما هُمْ وَظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ راكِعاً وَأَنابَ﴾ (٢٤)

٢٤ - ﴿قالَ﴾ داوود لأحد الخصمين أمامه: ﴿لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إِلى نِعاجِهِ﴾ أن يضم زوجتك إلى زوجاته ﴿وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ﴾ أي الشركاء الذين يختلط بعضهم مع بعض ﴿لَيَبْغِي﴾ ليتعدّى ﴿بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ﴾ بلا مراعاة لحق الشراكة والصحبة والألفة، فالمخالطة توجب كثرة المنازعة والمخاصمة ﴿إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ﴾ فإنهم يحفظون هذا الحق ﴿وَقَلِيلٌ ما هُمْ﴾ هم قليل جدا ﴿وَظَنَّ داوُدُ﴾ الظنّ هنا بمعنى اليقين، والمعنى اكتشف داوود وقتئذ فجأة وأيقن أنّ المتخاصمين يمثّلان قصته مع القائد أوريا وأن الله تعالى قد ابتلاه: ﴿أَنَّما فَتَنّاهُ﴾ اختبره تعالى، وفشل داوود في الاختبار لجهة ارتكاب خلاف الأولى ﴿فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ راكِعاً﴾ خرّ من ركوعه ساجدا ﴿وَأَنابَ﴾ رجع إلى الله تعالى بالتوبة.

﴿فَغَفَرْنا لَهُ ذلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ﴾ (٢٥)

٢٥ - ﴿فَغَفَرْنا لَهُ ذلِكَ﴾ ما استغفر منه ﴿وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى﴾ قربى ﴿وَحُسْنَ مَآبٍ﴾ المرجع الحسن في الآخرة.

﴿يا داوُدُ إِنّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ﴾ (٢٦)

٢٦ - ﴿يا داوُدُ إِنّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ﴾ في أرض فلسطين تحكم فيها بشرع الله ﴿فَاحْكُمْ بَيْنَ النّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ﴾ في قصة داوود مع باث - شيبا إشارة إلى أن الأنبياء معرّضون لاتّباع الهوى، لجهة ارتكاب خلاف الأولى، وإنهم يتوصلون للعصمة بجهاد النفس

<<  <  ج: ص:  >  >>