١٠١ - ﴿وَما ظَلَمْناهُمْ﴾ ما نقصهم تعالى شيئا من النعم التي أسبغها عليهم، ومنها نعمة العقل والفكر وحرية الخيار ﴿وَلكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ﴾ بجحود النعم، وبإنكار الوحي والآيات، بما في ذلك من ظلم للعقل بتعطيله ﴿فَما أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ شَيْءٍ﴾ لم تنفعهم معبوداتهم الوهمية شيئا، ولم تدفع عنهم أمر الله تعالى حين وقوعه ﴿لَمّا جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ﴾ المترتب على ظلمهم أنفسهم ﴿وَما زادُوهُمْ﴾ آلهتهم الوهمية ﴿غَيْرَ تَتْبِيبٍ﴾ غير الخسران والهلاك.
١٠٢ - ﴿وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ﴾ المعنى أنّ عاقبة الأقوام المذكورة ليست مقتصرة عليهم، بل الحال كذلك في كل المجتمعات الظالمة، وهو بيان بعموم سوء العاقبة لأمثالها، والمراد بالظلم أنهم جمعوا الكفر والفساد معا (الآية ١١٧)، ﴿إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾ لا هوادة فيه، ولا مناص عنه.
١٠٣ - ﴿إِنَّ فِي ذلِكَ﴾ في أخذه تعالى للأمم التي هلكت بضلالها ﴿لَآيَةً﴾ رسالة لمن بعدهم ممّن يخشون العواقب: ﴿لِمَنْ خافَ عَذابَ الْآخِرَةِ﴾ أي يعتبر بها فيتقي الظلم في الدنيا، ولا يغترّ بعدم تعجيل العذاب عليه في الدنيا، ﴿ذلِكَ﴾ اليوم الذي يقع فيه عذاب الآخرة ﴿يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النّاسُ﴾ لا محالة،