للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿آمَنُوا الَّذِينَ قالُوا إِنّا نَصارى﴾ والمقصود بهم النصارى على ديانة المسيح فعلا، وليس على ديانة بولس ﴿ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْباناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ﴾ الذين بقوا منهم على حقيقة النصرانية، ولا يحفزهم الغرور على التكبّر والاعتقاد أن الدين قد ختم بهم، أو أنه مقتصر عليهم دون غيرهم من البشر.

﴿وَإِذا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنّا فَاكْتُبْنا مَعَ الشّاهِدِينَ﴾ (٨٣)

٨٣ - ﴿وَإِذا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ﴾ لأنهم كانوا يترقبون بعثة النبي المنتظر خاتم الأنبياء والرسل المذكور في كتبهم (سفر يوحنا ١/ ٢٠ - ٢١)، فلما جاءهم عرفوه وأيقنوا بالوحي الذي نزل عليه، فكان من شأن أكثرية النصارى، من سكان بلاد الشام والعراق ومصر، أن دخلوا الإسلام طواعية بعد الفتوحات الإسلامية، وهذه الآية من قبيل الإعلام بالغيب إذ تنبأت بدخول النصارى في الإسلام ولمّا تتحقق الفتوحات الإسلامية بعد ﴿يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنّا فَاكْتُبْنا مَعَ الشّاهِدِينَ﴾ أي الشاهدين على الحق.

﴿وَما لَنا لا نُؤْمِنُ بِاللهِ وَما جاءَنا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنا رَبُّنا مَعَ الْقَوْمِ الصّالِحِينَ﴾ (٨٤)

٨٤ - ﴿وَما لَنا لا نُؤْمِنُ بِاللهِ وَما جاءَنا مِنَ الْحَقِّ﴾ ليس هنالك مبرر لعدم الإيمان بعد أن جاءنا الحق، أو قد يكون المعنى: كيف نبقى على عدم الإيمان بالله وبالحق الذي جاءنا؟ وفي الوقت نفسه نطمع بدخول الجنة: ﴿وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنا رَبُّنا مَعَ الْقَوْمِ الصّالِحِينَ﴾.

﴿فَأَثابَهُمُ اللهُ بِما قالُوا جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ (٨٥)﴾.

<<  <  ج: ص:  >  >>