للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٣ - ﴿وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ لأن الإنسان يظلم نفسه بالشرك، بالنظر لما في الشرك من تحقير لصاحبه إذ يخضع نفسه للأوهام والزيف والزعامات، وما في ذلك من إهانة للعقل السليم، والشخصية السليمة.

﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ أَنِ اُشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾ (١٤)

١٤ - قال تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ﴾ حسنا ﴿حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ﴾ ضعفا على ضعف، فهو ضعيف وهي ضعيفة، ويزداد ضعفها ضعفا بازدياد الحمل ﴿وَفِصالُهُ﴾ فطامه وترك إرضاعه ﴿فِي عامَيْنِ﴾ في انقضاء عامين على رضاعه، وقيل أيضا: هي الفترة الإجمالية التي تبدأ بالحمل وتنتهي بالفطام، أي هي فترة اعتماد الطفل على والدته اعتمادا كلّيا ﴿أَنِ اُشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ﴾ جعل الله تعالى شكر الوالدين بعد شكره، إذ بعد أن خلقه جعل الوالدين السبب المباشر لوجوده ﴿إِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾ فأحاسبكم على برّ الوالدين أو عقوقهم.

﴿وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً وَاِتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (١٥)

١٥ - ﴿وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾ من الزيف والأوهام ﴿فَلا تُطِعْهُما﴾ ولا تحقّر نفسك بالشرك، ولا تهمل عقلك وتفكيرك المستقل ﴿وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً﴾ بما يرتضيه الشرع ﴿وَاِتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَّ﴾ رجع إلى الله بالتوبة والإخلاص والتوحيد ﴿ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ﴾ يوم القيامة ﴿فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ فيجازى كلّ بحسب عمله.

﴿يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (١٦)

<<  <  ج: ص:  >  >>