سيدي ﴿لَدَى الْبابِ﴾ خارج الباب ﴿قالَتْ ما جَزاءُ مَنْ أَرادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلاّ أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذابٌ أَلِيمٌ﴾ المعنى ليس جزاؤه إلاّ السجن أو العذاب، وهذا الكلام تعريض لا تصريح بيوسف فهي لم تذكر اسمه صراحة، ثم إنها قدمت ذكر السجن على العذاب، صونا له عن السجن أو الألم، لشدة غرامها به، وقولها ﴿إِلاّ أَنْ يُسْجَنَ﴾ بمعنى يوما أو نحوه، وإلا لو قصدت حبسا دائما لقالت يجب أن يجعل من المسجونين، كما أنها لم تذكر ما نوع السوء الذي أشارت إليه صونا للمحبوب عن العقاب الشديد.
٢٦ - ﴿قالَ هِيَ راوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي﴾ لم يبدأ يوسف بهتك سرها إلا بعد أن خاف على نفسه العقاب فأظهر الأمر الذي لم تصرح هي به ﴿وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها﴾ كان حاضرا مع العزيز ﴿إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ﴾ انقطع من أمام ﴿فَصَدَقَتْ﴾ في قولها ﴿وَهُوَ مِنَ الْكاذِبِينَ﴾ فيما نسبه إليها من المراودة عن نفسه.
٢٨ - ﴿فَلَمّا رَأى﴾ العزيز ﴿قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ﴾ قطع طولا من الخلف ﴿قالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ﴾ لا قبل للرجال به، وعلامة قدّ القميص كانت مرجّحة، فمن جهة أنّ العزيز والشاهد رأيا يوسف يهرع خارجا من الباب وقد أبدت المرأة زينتها، والرجل الطالب للمرأة لا يخرج من الباب على هذا النحو،