للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٩ - ﴿فَلَمّا أَنْ أَرادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُما﴾ أي بالمصريّ، بدافع من العصبية مرة ثانية (قالَ) المصريّ ﴿يا مُوسى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَما قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ﴾ تحيّزا لقومك، وعصبية ﴿إِنْ تُرِيدُ إِلاّ أَنْ تَكُونَ جَبّاراً فِي الْأَرْضِ﴾ تضرب وتقتل ولا تنظر في العواقب ﴿وَما تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ﴾ بين الناس بحيث تدفع التخاصم بينهم بالتي هي أحسن.

﴿وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى قالَ يا مُوسى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النّاصِحِينَ﴾ (٢٠)

٢٠ - ﴿وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى﴾ لإنذار موسى، وهو على الأغلب مؤمن من آل فرعون ﴿قالَ يا مُوسى إِنَّ الْمَلَأَ﴾ أي الجمع من كبار الناس، أو من كبار حاشية فرعون ﴿يَأْتَمِرُونَ بِكَ﴾ يتشاورون في أمرك ﴿لِيَقْتُلُوكَ﴾ جزاء فعلتك بالأمس ﴿فَاخْرُجْ﴾ من المدينة ﴿إِنِّي لَكَ مِنَ النّاصِحِينَ﴾.

﴿فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ قالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظّالِمِينَ﴾ (٢١)

٢١ - ﴿فَخَرَجَ مِنْها﴾ من المدينة ﴿خائِفاً يَتَرَقَّبُ﴾ يترصّد الأمور ﴿قالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظّالِمِينَ﴾ قد يظلمونه بالقتل.

﴿وَلَمّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ قالَ عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ﴾ (٢٢)

٢٢ - ﴿وَلَمّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ﴾ خارجا من مصر إلى سيناء باتجاه الشرق، نحو أرض مدين، ربما لأن أهل مدين كانوا من العرب العموريين، على قرابة شديدة من العبرانيين، فظنّ موسى أنّ بإمكانه الاعتماد عليهم في محنته ﴿قالَ عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ﴾ باللجوء إلى مدين.

﴿وَلَمّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ اِمْرَأَتَيْنِ تَذُودانِ قالَ ما خَطْبُكُما قالَتا لا نَسْقِي حَتّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ (٢٣)

<<  <  ج: ص:  >  >>