للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّناتٍ وَما يَكْفُرُ بِها إِلاَّ الْفاسِقُونَ﴾ (٩٩)

٩٩ - ﴿وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّناتٍ﴾ واضحة لا لبس فيها ولا يسع العاقل إلا الإيمان بها ﴿وَما يَكْفُرُ بِها إِلاَّ الْفاسِقُونَ﴾ المصرّون على المعصية، الذين فضّلوا تقليد الآباء والأجداد والزعماء والعصبية على نور الفطرة والعقل.

﴿أَوَكُلَّما عاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ﴾ (١٠٠)

١٠٠ - ﴿أَوَكُلَّما عاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ﴾ العهود التي عاهدوها ونبذوها كثيرة، ومنها المذكورة في آيات [البقرة ٢/ ٤٠، ٥٩، ٦٣، ٨٣، ٨٤، ٩٣]، عدا نقضهم العهود مع النبي في المدينة، وهذا النقض لم يكن عفويا، بل اتباعا لما تنص عليه كتبهم المحرّفة من وجوب نقض العهود مع الأغيار، وهم يزعمون أنّ إلههم يهوه قال لهم: (لا تقطع لهم عهدا، ولا تشفق عليهم) (سفر التثنية ٧/ ٢)، حتى صار نقض العهود سمة متأصلة فيهم كما هي اليوم ﴿بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ﴾ بأصل الوحي الذي نزل عليهم، وإنما يصدقون كتابات الأحبار.

﴿وَلَمّا جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ كِتابَ اللهِ وَراءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ﴾ (١٠١)

١٠١ - ﴿وَلَمّا جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ﴾ وهو النبي محمد ﴿مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ﴾ مصدّق لما تبقى معهم من الوحي الصحيح حتى يتمكنوا من التمييز بين الغث والسمين، وبين الزيف والحقيقة ﴿نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ﴾ الفريق هم أحبار اليهود ﴿كِتابَ اللهِ وَراءَ ظُهُورِهِمْ﴾ نبذوا ما يعلمون انه كتاب الله حقّا وهو القرآن الكريم، أما الأسفار المشوّهة التي حرّرها الأحبار فتمسّكوا بها ﴿كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ﴾ الحقيقة، وكأنهم لا يعلمون أن النبي المنتظر الذي كانوا يتوقعونه سيكون من سلالة إسماعيل، كما هو واضح من كتابهم في سفر (التثنية ١٨/ ١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>